الاثنين، 11 يوليو 2022

ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه

 

ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه

سبتة : مصطفى منيغ

تقديس الوطن تربية وأخلاق ترعرعنا على فضائلها مذ كان الوطن وطناً ، فما عسانا تسجيله عمَّن انحازوا لجعله وعاء انتعاشٍ لطموحاتهم غير المشروعة هدفاً (حسب نفاقهم السياسي)  وازِناً ، غير ما يَحْياهُ في كآبةٍ طالَ أمدها وقد تشتَّتت تلك القيم بين مواسم تبكي زمناً ، كان المغرب فيه منارة خُلقٍ حميد ومنبع رأيٍ سديد ومدافع عن كرامته ببأس شديد لا مكان فيه لمن اتخذَ الجِّد بُهتاناً ، ولا حَكَمَ بالبراءة على مَن اغتصبَ أو قام بجُرم الزنا ، ولا مَن ضربَ صارخا بالحق عن رأي حر لتحويل صاحبه شيئاً عديم القيمة مُهاناً.

اليوم تآكلت تلك القدسية لُتقاس أخرى على مِقياس أشخاصٍ لا يهمهم مثل التخريف (كما يدَّعون) بل لا يقيمون لمصدره وَزناً ، تربعوا باسم القداسة على أحسن ما في المغرب أرضاً كانت أو ثغور بحرين أو أجزاء ضفتي نهر أو ما تحويه خزانات مِمَّا صداه رَنَّاناً ، يلمع كالماس فَاقِع اصفراره كالذهب المُغلّف (للتمويه) بالنحاس عند تهريبه ولا أحد غيرهم في الساحات العمومية الرسمية أو الخاصة  له مَكاناً .

الكل فقد طبيعته لا الشوارع منظمة ولا الحدائق بنجوم الأرض مفعمة ولا أسوار واقية غير مُكسَّرة حتى الأشجار هرب عنها اخضرارها فبدت كالسائل عَوْناً ، والمقصودة مدينة "فاس" عاصمة العلم في المغرب وكما يزيدون عليها أم الحضارة اعترافا لها ولمقامها عِرفاناً ، ضاع كل ذلك لتعود أسوأ مما بدأت حينما كانت ترى في جارتها "صفرو" المدينة الراقية قوماً ومَسكَناً. ... فَسُدَت "فاس" لتلتحقَ بتهميش ما هو شائع فيها كالصناعة التقليدية وعدم القدرة على تخطيط نماء متدرّج نحو الأفضل بتنسيقٍ مع وجود جامعة مبدعة تساير كفاءة طاقاتها البشرية ولا تنساق خلف السياسة التعليمية الحكومية المُتَجهة نحو الفلاس المبين شكلاً ومضمونا.

... "فاس" تُتَّخذ الآن مدخلا لانحطاط عصر يسرِي مفعوله على باقي المدن ابتداء من "وجدة" لغاية "طنجة" لأسباب قابلة للنشر بما تتطلَّبه من توضيحات مسهبة لا شك في مصداقيتها نَبعاً وبيانا ، إذا رأينا " فاس" من علو سمائها تعَجَّبنا ، من هول حقائق منها تلك الأراضي وما تكوِّنه من مساحات مُستغلَّة من طرف أصحاب النفوذ العليا منصباً ومكاناً ، وأيضا ما تنتجه المُشاهَدُ بوفرةٍ في دكاكين وأسواق المدينة أصنافا لها في ضيعات قريبة مقراً وعنوناً ، معرجين على "صفرو" لنقف وما شُيّدَ من أجله سد "علال الفاسي" لتيقنا ، أن المحصول المادي يُصرفُ خارج "فاس" ولا يُترك منه قيد أنملة بل يرحل مستوراً مُصاناً، حتى مسبح "عين الله" المُغطَّى التابع لجماعة "سَبْعْ رْوَاضِي" القروية أُنجِز بقرض لا زالت الجماعة منهمكة في رده لسنوات طوال ضغطا وامتحانا ، قس على ذلك ما أسِّست عمالة " إقليم (محافظة) مولاي يعقوب (الكائن مقرها بمدينة "فاس" ذاتها) ، لتكون مصارف أي تشييد أو إصلاح أو صيانة من ميزانيات هذه المؤسسة التنفيذية بجماعاتها القروية والحضرية  التابعة لوزارة الداخلية .

الحاصل في "فاس" يبقى النَّموذج المهم لما ينطبق على العديد من المدن الكبرى بل وما يُطبَّق عليها من مص واضح لخيرات وُضعت في قائمة المنفعة الخاصة لنفس ذوي النفوذ البالغة ثروتهم ما يكفي ويزيد بكثير عن حاجيات المملكة المغربية من أموال تغطى مديونتها الخارجية بالكامل ، وتوفر لكل تلك المدن ما تتطلبه من استثمارات تُلحقها بأرقى المدن العالمية ، بل وتقضي على البطالة القضاء المبرم وفي كل التخصصات ، وتشييد من الجامعات العمومية ما يغطي الطلب عليها من أبناء الشعب المغربي قاطبة ، وتوفير المستشفيات العاملة على تمثيل أجهزة الاستشفاء ذات القيم المعتبرة والمقاييس المطلوبة في كل الحواضر والقرى النموذجية ستكون بمثل الوضعية ، وهكذا نضع اليد على من يؤخر المغرب ويقدم نفسه ، بل من يولِّد الفقر والمآسي الاجتماعية الخطيرة ، ومن يزكِّي  غِناه المُهول . طبعا العالم من حول المغرب يعلم بذلك ويقدِّر صبر الشعب المغربي العظيم ، ولن يسكت متى آن الأوان لوضع كل في الموقع الذي يستحقه ، إذ عصر استرجاع الشعوب حقها في حكم نفسها بنفسها أصبح ضرورة تلوِّح بفرض وجودها قريبا . فما اصبر هذا الشعب المغربي حفظه الله ونصره وأيد الباري الحي القيوم ذو الجلال والإكرام كل خطوة يرقى بها سلم تحقيق ما يطمح اليه داخل وطن ، الركوع للبشر يُحرَّم بواسطة دستور مُعدّ من طرف حكماء الشعب وليس من بعض زعماء حُكامِ هذا الشعب . 

مصطفى مُنيغْ

سفير السلام العالمي

الاثنين، 27 سبتمبر 2021

كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس

        
كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس

بروكسيل : مصطفى منيغ

ما استمرَّ نظام حُكمٍ الشَّعب غاضب عليه ، كالحاصل الآن في الجزائر واليمن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين والسودان وأفغانستان والقائمة تطول عبر العالم داخل قَرّاته ، الاحتجاجات متواصلة وسجون الجزائر مزدحمة بالمحكوم عليهم جوراً من أبناء شعب المليون ونصف المليون شهيد لمجرَّد وقوفهم في مواجهة جبروت جماعة من قادة جيش أُحِيلَ بتوجيههم على محاربة أهله ، وكأنهم من كوبٍ آخر لا يهمُّهم بشر مكدَّس في دولةِ الفقرِ والجزائر كبلدٍ من أغنى بلاد العالم لو وُجِد مَن يُحسن تدبير شؤونه ، فأي ظُُلم أشرس ممَّا يُمارس منذ سنوات على شعبٍ دون أن يُواجه بما  لعبرةٍ يحوّله ، تُتّخَذ لتربية مَن يتحمَّلون مسؤولية حُكمِ شعوبٍ لا تَقِلّ قهراً عمَّا يتعرّض له الشعب الجزائري للأسف الشديد فوق أرضه . الدموع مُشكلة أنهار تُسكَب من مأقى اليتامى والأرامل والمسنِّين ورثة الشهداء الأبرار الذين أرادوا للجزائر الحرية والكرامة والعزة والسؤدد فإذا بها مبتلية بأصحاب البطون التي لا تشبع والتصرفات لأحَدٍ لا تنفع وللثروات بالنهب المُمنهج لذاتها تجمع وليُترَك الباقي لمصيره ، متشرداً حياً/ مَيِّتاً لا يقْوَى على محاربة أعدائه ، مِن جنرالات آخر زمن كبروا على مصِّ لبن فرنسا الاستعمارية لتتبناهم وتقذفهم للتّنغيص على شعبٍ جزائريّ أصيلٍ ما أشقاه بهم .

... السودان ، المُصاب بتجهّم الزمان ، بوجود سلطةٍ لا تُراعي حقَّ الشعب مهما كان الميدان ، كحرفٍ من حروفِ عَِّلةٍ تُمَيِّزُ بأَجْوَفِ فعْلِ "كان"، آخر إبداعاتها "انقلاب" لتحويل غضب الرأي العام لمسار الانتباه لخارج ملعب فرسان ، يتسابقون لاستغلال ما كُلّفوا بانجازه سراً من طرفِ الأمريكان ، لا تهم "شيوعتهم" ما دامت عير تابعة لا لروسيا ولا للصين وعقيدتهم غير خاضه لا لمكّة ولا للفاتيكان ، جماعة من "العسكريين" وجدوها سانحة للسطو على مناجم الذهب وما قد يعثروا عليه بالسَّاهل من لؤلؤ ومرجان ، كأن السودان أمام من يفرغها من رزق شعبها المصابة طليعته بالخذلان ، اعتقل الخوف بعض من أبطالها الشجعان ، والباقي داهمتهم موجة الصمت لتمنع اتصال يشعلها ثورة مجيدة لإنقاذ أشرف وطن ، أرادوا بالانقلاب توريط المخابرات المصرية بإيعاز من دولة عربية تموّل مثل المؤامرات لتتربع فوق رؤوس ما تسميهم بأقرب الخلان ، لتقتسم معهم خيرات نفس المكان ، الذي تحكمه معهم بدهاء فاق مكر الشيطان .

... لبنان، جميل الطبيعة والبنيان، ماذا اقترف شعبه الطيب الواعي المثقف

النظيف العقل الفصيح اللسان ؟؟؟، ليُعاقب بما يؤخّر ويخرّب ويفجّر ويروّع بال الإناث الصغيرات منهن كالكبيرات  بعد الشيوخ والصبيان ، أهو الانتماء الأعمى للطوائف مثل رئيس البرلمان ، مضاف لحزب تابع قلباً وقالباً لدولة إيران ؟؟؟ ، أم ضعف رئيس دولة اختار بين الشعب والمصلحة الذاتية الأخيرة ليُنهي ما تبقَّي له من عمرٍ في أمان ، مُتناسياً أنَّ الرُّتَبَ العسكرية مهما مجّدت حاملها لا ترقَى على موقف مهما كان قصيراً من رِضا أو سخط الشعب الموحَّد الأركان ،  فلا قيمة لمن جعل أيادي لبنان لتتسوَّل القوت من نُظُم الطغيان ، الملطّخة ضمائرها بدم الأبرياء في سوريا كاليمن .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

 

الأحد، 24 يناير 2021

الشرق ببعض عُربَان يغرق

 

                 الشرق ببعض عُربَان يغرق

برشلونة : مصطفى منيغ

فَقَدَ الطًّعْم الذَّوق ، بمن كان مِن تَحْتِ فأصبح مِنْ فَوْق ، بغير مُستوى ولا كفاءة تمنحه مثل الحق ، داخل بيت مهما كان فراشه وثيراً استوطنه البَقّ ، داخِلُهُ مُغامر أحمَق ، و الخارج منه بأعجوبة كأنه من كابوس مرعب أفاق ، مشلول اللّسان مسلوب الأعماق ، جسد من عظم ودم وُضع في قالب حتى بنفسه من نفسه ضاق ، مُسْتَغْنَى عنه بالمُطلق ، مَنْ قلّدَهُ فِكْراً مُعارِضاً عن جدارة واستحقاق ، تعرَّض لما ذِكره سَبَقَ ، ومهما الأيام الفائزة بمرورها السريع لأغرب سباق ، لم تُبارح مكانها بالذي على طولها الْتَصَق ، إذا تكلَّم عبَّر عمَّا مَضَى وإلاّ صعقه البرق ، إن لم يُعَلَّق من فروة رأسه بمسمارٍ مُبتَكرٍ لا يُدَقّ ، تَشْرَئِبُّ له (عن تعذيبٍ برؤيته) الأعناق ، ليهدأ كهؤلاء زوار زنزانة المتشبثين بأفضل الأخلاق ، الصابرين في بعض البلاد جدّ الغنيَّة على تحمُّل ويلات الإمْلاق ، المُبعَدين عن مستقبل تمنوا به الالتحاق ، بالعيش الكريم كما تنصّ عليه طبيعة الانطلاق ، بزواج مع خيرات تخصهم كسواهم لا يسبقه طلاق ، وبممارسة حقوق مشروعة كعامة الخَلق ، في جهات أربع باستثناء جزء من الشرق ، حيث الذبح قاعدة تنافس الحرق ، كالحاصل في وطن عاصمته دمشق ، أو بين دجلة وفرات العراق ، أو لدى اليَمن حيث الدم البشري بغير رحمة بين المجاري مُهْرَق ، أو في فلسطين الباكية (من أعوام طويلة) عمَّا العدو منها سَرَق ، أو في لبنان المرشَّحة لأسوء انزلاق ، لتصل العدوى لشمال إفريقيا كما الأعنف لمزيد العنف مُشتاق ،  كالواقع في تونس بين تِيكَ و تلكَ وهُنَّ والرئاسة والحكومة والبرلمان حيث حبل الاتفاق ، بِتُؤدَةٍ وبُطْءٍ يتمزّق ، أو في ليبيا لَمّا فضّلوا البدء بتوزيع المناصب والهرولة في اتجاه مَن يزكِّيهم لممارسة نفوذها بما يُطاق على أوسع نطاق ، بغير تسوية المتنامي انطلاقاً من بنغازي الجاعل كل اتفاق ، خالي الشروط الأخرى يظلّ مجرّد إنشاء مُنمَّق ، مكتوب بأسود على بياض ورق ، مُعطٍّرٍ بوعود ورديَّة  مَصْقُولٍ بوجود أحلامٍ غير مُجدِيَّة  يستأنس بها في مسيره بين بلاد أجنبية جهاز مُعاق .

 ... هم بعض عُرْبان استحضروا عينات الاستمرار من تقارير حجَبت عن سياساتهم بما اقترحت عليهم أن يُطبٌّق، ما أرادوا به الانفراد بأكل ما احتواه ذاك الطبق، من كنز ثمين يعوضهم عن أي لحم سابح في مَرق ، والغير يصارع الجوع بخبز حافي ممّا إليه تاق ، كأن البلاد مقتصر ريعها على نخب تمادت في تصديها لمن يحاولون بهم الإحْدَاق ، حتى يشعرون أن الزمن ليس الزمن وعدم تلبية متطلبات الإصلاح يولِّد الانفجار كالمطر سابقه إبْراق . بيدهم الحل إن شاء فيهم العقل وتراجعوا عما ظنوا أن البارحة كالغد لهم إذ الليل مهما رَوَّق ، الفجر يعقبه يحقق بنوره أيسر اختراق ، فلا بأس إن اكتفوا وراجعوا نفوذهم قبل تعرّضهم لأصعب مساءلة وأطول استنطاق ، ينهي ترفهم الزائد لمصير واحد حُكْم العادل به سينطق ، تلبية لنداء الدلائل المنصفة الحق بالحق . يكفي التمعن في أستراليا وما فوق أرضها تحقَّق ، الحاضنة في وِدّ لكل مَن لبابها طَرق ، طالبا تحسين حاله بحسنى الأَحْسَن مقاماً كان المُراد أو العمل أو ممّا كان فيه من حيث أَتَى الانعتاق ، مُلِماً بأنَّ الحرية في استراليا شقيقة للمسؤولية ، يُقَدِّرُ مَن عمِل بها أن الفرصة  غير كافية ، إن أوصلته حلما صَدَقَ فوق أرضها بتحقيقه أبعد أمنية ، وإنما رغبة كبَّرتها أرادته بما يملك من سمات إنسانية شغلها الأكيد مرتبط بمقام يُحبُّ مَنْ يحب الخير ويكِدّ بعرق جبينه في أجواء صافية ، وَجَدَها مهيّأة لمن كان عاشقاً للحرية المُركَّبة بتلقائية على شركاء عقلية ، لا مكان وسطها لحاقد مستبد طاغية .

المسؤولية في استراليا غير محددة في منصب مهما تسامى نفوذ صاحبه ، بل إدراك لقابلية خدمة الغير مهما كان مستواه داخل مجتمع متمتِّع بما خوَّل له القانون المحلّي ، القوي التصميم ، المحافظ على المكتسبات والممتلكات العامة والخاصة ، والسماح لمن يحظي بمشروعية الترخيص الرسمي ، للممارسة الفعلية ، على شكل شعائر دينية لمعتقدات ثلاث بغير فرق ، أو ما يدخل في تدبير المنظمات الحقوقية ، أو الجمعيات الُثقافية ،  أو الأندية الرياضية ،   أو قائمة تتضمَّن بالتفصيل ما يتمتَّع به المواطن الاسترالي بنظام وانتظام ، وما الإحساس بالرهبة خلال أول زيارة لهذا البلد الكبير و الجد محترم ، غير شعور نبيل يدخل الإنسان مُفعماً به لنور حقيقة فقدتها أقطار بعض عربان  ، أن السعادة ليست في كسب المال ولكن في الكيفية المستعملة لكسبه ، وأن الراحة لا تتوفر بكثرة الحراس الأمنيين من شرطة ودرك ومخبرين سريين وعلنيين ، وإنما في رضي الأرض واحتضانها لكل وافد عليها بنية الإقامة بين أحضانها ، كما شاءت قوانينها العاملة لمصلحته طبعاً ، حتى وإن كان غير متكلم باللغة المكتوبة بها . (للمقال صلة)       

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

الإتحاد مضمون بالحُبِّ والقانون

الإتحاد مضمون بالحُبِّ والقانون

برشلونة : مصطفى منيغ

الحُبُّ مُحَرِّكٌ بارعُ بتقديم القانون ، بخاصياته التنظيمية غير القابلة لأي شكل من المواجهة إلاَّ بقانون ، مستحدث بشروط يَتضمَّن تفاصيلها قانون . الحب سيِّدُ ألأحاسيس )الرابط الحدث التلقائي المُترتِّب عن ظرف أو مناسبة ) البيِّن الأسباب دون ظنون ، الواضح التأثيرات الإنسانية المُتغلِّبة بنُبلٍ على مشاعر إنسان فارحٍ أو مَحْزُون بالقانون ، الحارس الوفيّ المحافظ على ضمانة صلاح الشَّكل والمضمون ، في معادلة أرادها المشرعون العقلاء فقهاء علوم الحُكْمِ بالقانون ، محركة سفينة مُبحِرة منذ النَّشأة الأولى مُلبِّية تعاليم سماوية عبر ما مضى أو الآتي من السُّنون ، إلى أكثر من مرفأ وصولاً ليوم معلوم يطال صمت الفناء كل الأحياء ليعُمّ ما قد يقع مِن أفزع فزع سكون الكون .

... الحُبُّ  أبكى جو بايدن (الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية)أثناء الكلمة المُرتجلة المودِّع بها مسقط رأسه معبِّراً في صدق اعترافه بما وصل إليه كأقوى رجل حُكْمٍ في العالم بفضل رعاية وتشجيع تلك البقعة الطيّبة حاضنة قاعدة الطيّبين التي رغب إن مات أن يَُدفنَ في ثراها وقد كُتِب على قلبه اسمها  المصون .

الحُبُّ طاقة وحدة تضيف للإرادة الفردية داخل الجماعية قوة الصمود للترفُّع على شِيَمِ الأنانيات والغرور الزائد عن حدوده بغرور مَغْرور ، كل كبير وَصَلَ بالتربية السليمة المُقرَّرة (وما يلزمها) وسط أسر عالِمة أين تبدأ حقوقها بغير تَأخَُّر ، وواجباتها متى تنتهي ليُسْرِ مَتبوعٍ بسرور ، به تَسعد ومعه تصعد جبل أنسب مستقبل مِن سفحه للقمَّة مسالك سهلة الاجتياز لماضيه المُعتَمَد وعلى حاضره لحكمة تدور، ما دام حُباً بحرفيه : "الحاء" لحياة طبيعية يُنمِّيها الطموح المشروع ، ويقودها تدبير عقل صقلت وظائفه دروساً مستخلصة من علوم تجريبية ، تعطي ما تستحقه موجودات حوله ، مَّا ينعشها تصرفات يتقدَّمها الاحترام  ، ويتوسطها الاعتراف الكامل بالعدالة العادلة ، والمساواة المُترجمة أساساً على أرض الواقع ، والحرية الواعية بتجنيب اللسان جرح أي إنسان ، وتزكية القول بحقائق صالحة مهما جمعت زمناً بفرعيه الفائت والمُعاش بأي مكان ،  و "الباء" للبقاء على الذكر الطيب مهما كان العمل لتاريخ مجيد يناسب  مَنافع شتَّى متبادلة ، فيه نِتاجات الجَرِّ بالحُسنى لخاطرٍٍ عن قناعةِ مجرور،

... الحب الأصل فينا، المكنون في قلوبنا، المُقَرِّب الجمال لعيوننا، الباعث سِمَة التشبّث بالحياة الكريمة عندنا، المُحَصِّن مشاعرنا من كُرْهٍ شاهِرٍ الحرب علينا، لتمزيق ما اكتسبتاه من استقرار و أمن وسلام بفضل وحدتنا. دولة بلا حب فارض توقير الفانون، دولة ضائعة كُلّ مَن فيها بحاله مفتون، وبالهروب من موقعه مجنون،  مهما هبَّ عليها ريح أبسط فتنة، أسقطت أشجارها المثمرة، وأدخلت أهلها في دوامة الحيرة.

أمريكا نهضت بعد نكسات حروب داخلية قائمة على اختيارات أفْرَدَ لها التاريخ ما استحقته من تأنيب البعض وشفقة البعض الآخر مع استحسان مَنْ سعوا الانفراد بما توفره الصراعات من فوائد تعود عليهم بالنفع المادي  الجزيل ، لتستقرَّ على عهد قائم على مبدأ الوحدة بالحب والقانون ، ليصل بتلك البلاد للحظة جدَّد فيها جو بايدن (من خلال الكلمة التي توَّج بها مراسيم تنصيبه قائداً لجميع الأمريكيين) الالتزام بهذا العهد التزاماً مُعززاً بقسم مقدس ، يلخِّص إرادة شعب لا مصير أمامه ، غير ذاك الذي عمل القادة الأوائل العظام ، على ترسيخه بين الأجيال قاعدة للسمو والارتقاء والاستقرار والسلام ، ولطالما اتجه البعض للوقوف أمام مسيرة مباركة لدستور مَثَّل مضمون وروح الولايات المتحدة الأمريكية منذ وُضِعَ من قرون ، ولا زال حتى الآن ، لكن محاولاتهم باءت بالفشل ، لصلابة مؤسسات جعلها ذاك الدستور قادرة على اجتياز زوابع رياح أفكار متعصبة في الجوهر ، لطائفة أينما ترعرعت ترعرعت مع أهدافها القلاقل ، المتحالفة ستكون مع عِلَّة العصر "كرونا".

... هناك مَن شكَّك في نجاح حفل التنصيب قبل وقوعه يوم الأربعاء 20يناير 2021 ، لأسباب سياسية متحكمة فيما يقرون به علانية ، لكن التعبير عن الرأي انطلاقاً من حياد يخدم قضايا من حجم ما سيترتب عليه الوضع الأمريكي الجديد اتجاه العالم ، يجب مع حرية إبدائه ، التمعّن في تاريخ هذا البلد الكبير ، وتوظيف عبَرِه قدر المستطاع ، في هندسة بناء جُمَل نصّ غير قابل للانهيار ، طبعاً لا نتَّفق مع العديد من المواقف والتخطيطات الأمريكية المتعلقة أولا بمنطقة الشرق الأوسط عامة والقضية الفلسطينية خاصة ، لكن هذا لا يمنع مِن مناصرة الحق أينما تمركز بالحب والقانون . ولقد كان مقالنا السابق " من العائدين إلى جو بايدن " ممهداً بما تضمَّنه لمثل الكلام ، عملاً على نشر ما يوحّد البشر على الحب بالقانون لاستمرارية السلام . 

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

 

ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه

  ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه سبتة : مصطفى منيغ تقديس الوطن تربية وأخلاق ترعرعنا على فضائلها مذ كان الوطن وطناً ، فما عسانا تسجيله...